اتجه الأصوليون إلى دراسة النص العربي، سواء كان قرآناً أو سنة، أو أي كلام عربي فصيح، لمعرفة ما يريده المتكلم بأي أسلوب بلاغي من المخاطب. وقد قادهم هذا إلى البحث في دلالة النص ومكوناته كالدلالة التصورية، والنظام اللفظي، المكون من الصيغ والأدوات والعلامات والتركيبات الخاصة. وهذا النظام اللغوي هو ما يسمى نحواً. وأما المعنى النحوي فهو الوظيفة التي يؤديها اللفظ المفرد ضمن التركيب والبحث النحوي عند الأصوليين هو البحث عن دوال النسب والارتباطات ومدلولاتها.
والمؤلف يلقي الضوء في هذا الكتاب على نحو الأصوليين، فيبين معنى النحو عندهم وعلاقة الأصول بالمسألة النحوية، كما يعرض لتاريخ البحث النحوي عند الأصوليين من زمن اختلاط الفقه بأصوله في عصر التابعين وفقهاء المذاهب إلى أن أصبح فناً قائماً بذاته، ويذهب المؤلف إلى أن الأصوليين لم يقسموا الكلمة غير التقسيم المعروف، غير أنهم وضعوا أسساً للتمييز بين معاني الكلمة النحوية تنتهي إلى تقسيمها خمسة أقسام: الاسم والفصل والصفة والحرف والكناية. وقد اصطنع المؤلف منهجاً وصفياً حيث حاول أن يكون عرضه لوجهات النظر المختلفة بالنص أحياناً وبالتلخيص أحياناً أخرى.