“بعد عملية ضرب مقر الحاكم العسكري في نابلس، والتي نفذت بقرار فردي وثائر، انطوت صفحة مهتزة من حياة نافذ علام، الحكيم العربي الذي يداوي الناس بالأعشاب والذي يخطط وينظم سراً ثم يقوم بالتنفيذ استجابة لرغباته ولتوجهات أقواس الغضب والدم التي تحتاج أعماقه، صار اسمه الحركي “الجبل“. وبعد أن كشف العدو حركاته وعلاقته بالعمل الفدائي المسلح وبث العيون لرصده حياً أو ميتاً.
سكن الجبال والكهوف زمناً وقام بعدة عمليات خاصة، وما كان ينزل عيناً بوس إلا ليلاً بعد التأكد من خلوها من الخطر. لقد سمته إسرائيل: ذئب جبال نابلس الكاسر. وقال عنه الحاكم العسككري الذي نجا من قنبلته: لم يخدعني رجل في حياتي كما خدعتني هذه الأفعى. خلال شهر استطاع أن يعيد تنظيم مجموعته وزيادتها إلى ستة عناصر جديدة، مركز تدريبها في منطقة جماعين.
وخلال هذه الفترة أقام علاقات مع مجموعة أخرى تشكلت في الداخل من الفدائيين الضفة أو من الذين هربوا عبر الأغوار من الأردن بعد الـ67″ بأسلوب ميلو درامي واضح، يروي “حيدر حيدر” في كتابه “التموجات” قصتان مأخوذتان من واقع مجتمعه المناضل متوقفاً عند محطات محددة من حياة بطلاه المناضلين اللذين استطاع من خلالهما تخطي حدوداً وحروباً لم يستطيع غيره تخطيها لو عبر الأوراق فيها يروي تفاصيل اعتقالات حدثت، حروب خيالية تم النصر فيها وفي غمرة هذيانه، يتحدث عن الحشاشين واللوطيين الذين حاولوا الإيقاع ببطلاه في أزمة الأحياء الشعبية.