الهيئة متهالكة لمنزل محطم معنويا.. كان على أمل الترميم المبكر قبل أن يفقد أوصاله العاجزة من الداخل.. حتى تلك المنضدة الخشبية تحتاج لمزيد من المسامير الحادة حتى تصلب قامتها وتسترد قليلا من هيبتها، لا مسامير.. لا مطارق.. لذلك هي دائما تهتز عندما أحاول الإمساك ببراد الشاي الساخن الذي قد ابتلعه الصدأ من القاع، ذلك الذي لم يمنعني مطلقا من إعداد كوب من الشاي الساخن مصحوبا بنكهة الصدأ المميزة.. أضعه مرة أخرى على المنضدة المهتزة، يطرق الباب صاحب المنزل مرتديا ذلك الجلباب الواسع، لم يتغير تقريبا منذ موعد افتتاح تلك العيادة الرثة.. دخل متجهما متقدما بكل غضب يطالبني بدفع أجرة تلك الخرابة الصغيرة.. يثور ويغضب ويكسر بواقي الباب المتهالك الذي لم يجد من يعطف عليه يوما، ويقوم بإصلاحه رأفة بحاله.