“ابتسم قنديش، وقال: “الخالة مواقفة على “ويتير” قلت: “بقي موضوع، الشكل.” قال: “ماذا عن الشكل؟” قلت: “أود أن تظهر عائشة في شكل فاطمة الزهراء ولا تغير هذا الشكل ما دامت معي”. قال قنديش: “الخالة موافقة” قلت: “وسوف يكون اسمها فاطمة الزهراء شافعي، وسوف تكون جنسيتها مغربية. أشك في أنها ستقابل هنا أحداً يعرف فاطمة الزهراء الأصلية”. قال: “الخالة موافقة”. قلت: “هل اتفقنا، إذن، على كل شيء؟” قال: “لدى الخالة بعض الأشياء”. قلت: “هات” قال: “الخالة تود أن تكون حياتكما طبيعية ولا تتحول إلى استجواب طويل عن الجن. الخالة تقول أن الزوج الإنسي لا يقضي كل وقته في استجواب الأنسية عن وطنها وبيئتها ومجتمعها”. قلت: “موافق”. قال: “والخالة تود منك أن تعرف أنك تستطيع استخدام حقك الشرعي في تطليقها في أي وقت. وتضيف أن سترحل من حياتك بمجرد أن تبدي الرغبة في ذهابها. وتقسم إنها ما دامت زوجتك فلن تقيم علاقة عاطفية م غيرك، لا من الإنس ولا من الجن”. قلت: “أنا أقدر ذلك. بقيت نقطة واحدة. لا أود أن تهبط عائشة عليّ فجأة دون سابق إنذار، ولا أن تختفي فجأة”. ضحك قنديش وأخرج من جيبه جهازاً في حجم أجهزة “الموبايل” الشائعة في أيامنا هذه، إلا أنه لا يحتوي إلا على زرين. قدمه لي وقال: “فيما يتعلق بالرحيل المفاجئ، لن يحدث هذا أبداً، وفيما يتعلق بالحضور لنا تحضر، أبداً، إلا إذا طلبتها، وبوسعك أن تطلبها في أي وقت عن طريق هذا الجهاز”… قال: هل هناك شيء آخر قبل أن أقطع الاتصال التيلباثي؟” قلت: “لا”. قال: “والآن اسمح لي..” قلت: “لحظة! انتهت المفاوضات مع عائشة والحمد لله، ولكن لا تزال عندي أسئلة عديدة عن الجن”. قال: “بدأت تتعب. خذ هذا القرص ونم. وعندما تصحو يمكن أن نواصل الحديث”.
حكاية غازي القصيبي هذه تعود بنا إلى حكايا ألف ليلة وليلة بخيالاتها، إلا انها ألف ليلة وليلة معاصرة بأفكارها. وهكذا يتزوج الإنسي ضاربي من عائشة الجنية وتكون هناك وقفات مثيرة يتابعها القارئ بشغف حيث يقنع الكاتب قارئه بأسلوبه القصصي الرائع بأن ما يدور في عوالم هذه الحكاية ليس محضّ خيال.