المقولة الرئيسة في الكتاب أن أهم أسباب الإنتكاس الذي شاب ثورة 23 يوليو هو ما يتعلّق بالأسلوب التنظيمي الذي بُنيت به هياكل النظام ومؤسساته، وهو يرى أن ما حدث كان أسلوباً فرضته التجربة التاريخيّة على رجال يوليو وشاركوا هم في تأكيده.
ويخلص “البشريّ” إلى أن الديمقراطيّة في التاريخ المصري الحديث كانت موجّهة دائماً لخدمة الوطنيّة وقضيّة الإستقلال، وأن نظام 23 يوليو أصبح يواجه مشكلة إنحسار جماهيريته بعد 1967، فقد ثبت يقيناً مدى ثباته في الدفاع عن الإستقلال الوطني، لكن المطلب الديمقراطي صار مطلباً شعبياً تمثّل في تظاهرات الطلبة وغيرهم بعد الهزيمة، إذ تبيّن أن هياكل نظام 23 يوليو لم تكن قادرة على دعم الإستقلال، وكانت عاجزة عن تحقيق مشروع النهضة المطروح.