بفلسفة جديدة عن شغف الكتابة، تبدأ الروائية السورية مها حسن حكايتها مع الروي، فتحيلنا على حياتين تعيشهما، واحدة مثل باقي البشر تصارع فيها واقع أيامها، وأخرى مع الكتابة، تدوّن خلالها عشرات الحيوات التي تسكن داخلها، معبرة بذلك عن كثافة عيش الروائي المتلخصة في صناعة الحكايات المحققة لنشوة أعظم من نشوة الجنس بحسب الكاتبة التي تقول: “قلت للطبيبة الجنسية، إن اللحظات التي أشعر بها بنشوة تشبه الأورغازم، تتحقّق فقط عندما أروي”.
تجلب العالم إلى غرفتها، تحذف شخصيات لا تروق لها في الرواية وتضيف أخرى، تُسر بنجواها لبعض شخوصها، تتنزّه مع أبطال رواياتها. هكذا هي حياة الكاتبة التي ترسم لنا خطاً واحداً لثلاث روايات تضمنتها روايتها، التي تتفرّع هي الأخرى إلى رواية أصغر فأصغر، لتشكل نسيجاً كتابياً يمتلئ بالحكايات المحبوكة بمقدرة عالية. فما إن تجد نفسك قد أضعت خيط الرواية الأصلي حتى تعثر عليه مرة أخرى، عبر ربط متقن لمتاهة حكائية شكلتها الكاتبة في سردها