قبل ان تطلع الشمس تمتلىء شوارع البلد كلها بخلق الله من كل لون، رجال ونساء وصبيان وبنات وعجائز كلهم ذاهبون إلى “ملم الأنفار” حيث يجتمع عمال اليومية، ليبدأ المقاول إختيار من يصلح منهم أو من يرضى عنه للعمل، بعد أن يسمعهم الشتائم، وربما يلسع كرباجه من يحيد عن الصف او يتكلم ساعة الفرز.
عالم مليء بالقسوة والخطورة ينقله لنا خيرى شلبي فى روايته “السنيورة” ولكن لا تخلو الرواية كعادة كتاباته من المواقف اليومية الإنسانية داخل البيت وحول الطبلية، يوم اكل اللحمة فى الموسم، ولحظات سعادة أخرى تبرق وسط ألم رحلة الحلم الضائع لشباب القرية واحداً بعد الآخر.