وبعد: فلم أكن أنوي في هذه الآونة خاصة أن أُخرجَ كتابًا عن الشيخ الإمام «أبي الحسن علي الحسني الندوي» حححع. مكتفيًا بما كتبته عنه في مناسبات مختلفة…
ذلك لأني في شغل شاغل، ووقتٍ مزدحم بكثرة الأعمال والواجبات التي ضاقت بها الأوقات، وما كنت أحب أن أكتبَ عن شيخنا الحبيب، وأنا في هذه الزحمة، حتى أفرغ له، وأعطيه حقَّه، كما ينبغي له من مثلي.
ولكنَّ أقدارًا دفعتني، لأصدر هذه الدراسة عن شيخنا الكبير رحمة الله عليه، وأن أعجِّلَ بها، لتسدَّ ثغرةً في هذا الجانب، وتفتحَ الباب لمن يزيد، فمجال القوة ذو سَعةٍ، ولا سيما أنّي قد كتبت عن ركائز فقه الدعوة عند الشيخ، وحصرتُها في عشرين ركيزة، ولم أتحدث بالتفصيل إلا عن واحدة منها فقط، وتركت لمن بعدي من تلاميذ الشيخ وتلاميذي أن يكملوا ما بدأتُه….