يعجُّ العالم الإسلامي المعاصر بالكثير من الجماعات الإسلامية التي ترى كلُّ واحدة منها أنها تمثِّل الإسلام الخالص، وانطلاقًا من هذه التعدُّدية يفنِّد «فؤاد زكريا» في هذا الكتاب فكرَ هذه الجماعات وطريقة فَهمها للإسلام والواقع الراهن، مُلقيًا الضوء على الكثير من المشكلات الجوهرية التي تعاني منها هذه الجماعات، وأهمُّها: تركيز جهودها على الجوانب الشكلية للعقيدة وإغفال الجوانب المهمَّة المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وأسلوب الحُكم في البلاد، فضلًا عن افتقارها إلى بَرنامج اجتماعي محدَّد المعالم، وخطةٍ قابلة للتطبيق في مجتمع حديث، ونظرةٍ للتراث تمنحه نطاقًا يَفوق نطاقه التاريخي؛ إذ ترى أن الخلاص إنما يكون ببعث الماضي من جديد. كما يتناول الكتاب موقف الفكر الإسلامي من بعض القضايا المعاصرة، مثل: حقوق الإنسان، والمرأة، والتصنيع، والقِيم الأخلاقية، وغيرها.