لقد كان القرآن الكريم على الدوام محور فكرة الأمة، ومنطلق نظرتها إلى الدنيا والحياة، وهو منطلق حياة الصحابة والهدي النبويُّ مناط تفكيرهم، ومسرح أبصارهم وأنظارهم في تفهُّم هذا الكتاب الكريم، والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه، وأعلم الناس بدلالات كتابه وآياته، وغايات نزوله، ومقاصد تلاوته وقراءته ومدارسته، وكان من سنته عليه الصلاة والسلام وهديه الشريف أن خصَّ بعض السور والآيات بالقراءة والتلاوة على مسامع الصحابة في مواقف معينة يكررها المرة بعد المرة.
وعندما كان يرشد أصحابه إلى بعض السور والآيات، وبالتالي يعلِّم الأمة بهم، ويربيها بتربيتهم لتبقى على صلة مستمرة بهذا الكتاب العزيز كله، مع زيادة عناية بهذه السور والآيات، ولهذا وقف جلُّ علماء الإسلام أمام هذا القول النبوي والهدي المصطفوي ليطرحوا التساؤل، ويثيروا الإحتمالات، هل بعض القرآن الكريم أفضل من بعض؟…
في خط المسير هذا جاء هذا الكتاب، وكان أصله دروساً ألقاها المؤلف في إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم بالرباط سنة (1427هـ- 2006م)، وقد عنون بــ (الصحيح في فضائل القرآن وسوره وآياته)، ملتزماً فيه بذكر الحديث الصحيح أو الحسن، وكان الهدف من هذا العمل تقديم لدارسي القرآن الكريم، حتى يُخرجوا من ساحة أبحاثهم وأفكارهم في هذا الموضوع ما حذر منه العلماء والأعلام على الدوام، من تجنب الأحاديث الموضوعة في فضائل السور والآيات.