مع بداية هذا القرن الجديد – القرن الحادي والعشرين – فإنه يبدو أن “العربي” أصبح هو “التائه” – وهو صدى بالمقلوب لتعبير شاع قبل ذلك قرونا عن “اليهودي التائه“. وفي قرن سبق – وهو القرن العشرون – فإنه ذلك “اليهودي التائه” وجد لنفسه مكانا حط فيه رحله، وحصن موقعه – وفي نفس الوقت فإن “العربي” اختلطت عليه الأمور…. وبدا وكأنه ضيع عالمه وفيه تراثه ومستقبله… ثم إنه إرتحل بحاضره تائه بين الحقيقة والوهم. وبين الرؤية والسراب… وبين الحلم والعجز. وهكذا بدأ القرن الحادي والعشرون واليهودي الذي كان “تائها” متحصنا في المشروع الصهيوني على أرض فلسطين في حين أن العربي الذي كان راسخا في الطبيعة والتاريخ أصبح هو الشارد في التيه : قد يعرف من أين.. !! لكنه لا يعرف إلى أين ….!!!