– نوفيلا مؤلمة، كئيبة تجسّد قصة السجن بوجهيها: السجين والسجان. حاول فيها يوسف ادريس التعمّق في نفسية الضحية والجاني وآثر التعذيب على كليهما، وكيف تتحول نفسية الإنسان تحت العذاب وردة الفعل التي يبديها حين يتحرر. أهمل يوسف إدريس، عن قصد، خلق احداث جديدة وجعل النوفيلا بكاملها للمقارنة بين “شوقي” الثائر و”شوقي” السجين و”شوقي” المحرَر و”شوقي” المنتقم و”شوقي” العائد من جهة، وبين سجانه وضاربه ومؤذيه ومعذبه بشخصية العسكري الأسود اي “عباس الزنقلي”.
– حاول الكاتب سبر كلا النفسيتين وعرض لفلسفته بتصوير شوقي المحرَر مسجوناً داخل نفسه بعد انتهاء سجنه، وعباس المسجون في ماضيه وكوابيسه بعد انتهاء خدمته لكأنه يقول ان العذاب الذي يفرضه بشري على آخر سيرتد عليه ويذوق من نفس الصنف الذي اذاقه لغيره. اتى هذا السبر والسرد جيداً بالمجمل.