لقد جعل الباحث هذا الكتاب دراسة تاريخية واجتماعية وفكرية للعلمانية في الوطن العربي، مشرقاً ومغرباً، في إطار تحليل عام لمسار التاريخ العربي في سياق التاريخ العالمي الحديث، بعد مناقشة ومساءلة معطيات التاريخ الأوربي إرادة إبراز تنوع العلمانية، وأنماط ارتباطها الفعلية بالدولة وبالدين، ودراسة لحظات من التراث العربي يبرز فيها حقيقة علاقة الدنيا بالدين في مجالات السياسة والتشريع وبناء المؤسسة الدينية ودورها
كما ينتقل إلى الدولة التنظيمية التي نشأت في القرن التاسع عشر. مبيناً كيف كانت هذه الدولة عامل الدفع الأساسي في تاريخ الحداثة العربية، وكيف زرعت بذوراً مؤسسية وثقافية وفكرية واجتماعية كانت عماد التاريخ العربي الحديث حتى اليوم.