ملخص البحث: الإنسان كائن متفرد، ومع أنه يشترك مع غيره من المخلوقات في بعض الخصائص إلا أنه يمتاز عنها بأمور عديدة يأتي في مقدمتها العقل، لذا فإن الهدف الأساس لهذه الدراسة هو تقصي العمليات العقلية التي أشارت إليها الآيات القرآنية الكريمة واستخلاص الدلالات التربوية المترتبة على ذلك. ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الطريقة التحليلية التي تقوم على البحث عن معاني الألفاظ التي تدل على العمليات العقلية من مصادرها الأولية .
خلصت الدراسة إلى أن القرآن الكريم حدد معالم ثماني عمليات عقلية هي : الإدراك الحسي، والإدراك المعنوي، والتذكر ،والقياس والاستقراء والاستنباط والتقويم والتفكر. وهذه العمليات مرتبة ترتيبا هرميا ، أي أن الإدراك الحسي الذي يشكل قاعدة الهرم هو أساس العمليات العقلية؛ وأن التفكر الذي يحتل قمة الهرم هو أعلى العمليات العقلية مرتبة ولا يصل إلى هذا المستوى السامق إلا الإنسان المؤمن الذي يخشى ربه ويتخذ من عالم الشهادة جسرًا ينقله إلى عالم الغيب. وواجب التربية أن تعنى بالعقل، وأن توظف المنهاج التربوي لتنمية التفكير في مراحل التعليم كلها .