هذا الكتاب أخطر ما كتب د. مصطفى محمود حتى الآن.. فهو كتاب غير عادي تماما كما أن د. مصطفى محمود كاتب غير عادي أيضاً. فالدكتور مصطفى محمود من أكثر الكتاب صدقا وصراحة.. فهو صادق مع نفسه ومع القراء.. لا يخشى فيما يكتبه إلا الله ولو غضب البعض… فهو لا يجامل أو ينافق أو يهادن.. إنه يقول” ان الصراع الحقيقي الذي يجري الآن هو صراع قيم ومصالح.. وحكاية الارهاب تلبيس وتدليس” لتغيير وجه القضية“.
وعن الأصولية وحكايتها يقول “الذين يديرون العمليات الارهابية يسمون أنفسهم بالأصوليين ويلبسون الجلاليب القصيرة ويطيلون اللحى ويرددون آية وحيدة من القرآن هى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” وحديثاً واحد هو ” من رأى منكم منكراً فليغيره بيده” ولا يعرفون من الدين غير هذا.. وهم الإنسان الآلي الذي صنعه المتآمرون الكبار لهدف واحد ولإستراتيجية محددة هى قلب النظم الموجودة وإحداث الفوضى تمهيدا لمرحلة تأتي، غايتها هدم الدين ذاته والقضاء عليه“
يسترسل د. مصطفى محمود قائلاً “ولا علاقة بين كلمة المنصولية المتداولة وفقه الأصول المعروف كما يتبادر إلى الذهن.. فليس بين هؤلاء الإرهابيين فقيه واحد ولا عالم حقيق إنما كلهم شباب محبط محدود المعرفة قليل المحصول يعمل بالأجرة ويقتل وينسف ويفجر مقابل عمولة من الدولار” ويؤكد د. مصطفى محمود : إن السبب في أننا نعيش في عصر انحطاط كامل هو أننا اتجهنا إلى تقليد المجتمع الغربي في أوربا وامريكا وتركنا تقاليدنا ومعتقداتنا وقيمنا وتعاليم ديننا. وهذا الكتاب إنذار لشبابنا للبعد عن الطريق الذي يؤدي بهم إلى الهاوية.. وفي نفس الوقت يهديهم إلى الطريق الصحيح.. بالمنطق والعقل.