هذا الكتاب يصارح المسلمين بما لابد منه، هناك تصاريح بالعودة إلى الإسلام، فإذا ذهبت تبحث فى هذا الإسلام الذى تعود إليه لم تجد أمرا ذا بال، إنها عودة إلى منابع الدخل فى ثقافتنا التقليدية، و تكرار لأخطاء سابقة..
و هل يتصور عاقل أن تقوم نهضة بعيدا عن الاكتمال الثقافى و الخلقى، بعيدا عن الرشد الاجتماعى و الرشد السياسى لأن اهتمامها البالغ بأحكام فقهية فرعية، و مجالات كلامية نظرية، و صور ساذجة عن الملابس و الهيئات..
إن الغزو الثقافى – بشقيه الشيوعى و الصليبى – لا يجد افضل من هذا الجو لينطلق و ينتصر. من أجل ذلك قلت: إن الغزو الثقافى يمتد فى فراغنا! هناك فراغ حقيقى يمتد فى النفس الإسلامية المعاصرة لأن تصورها للإسلام طفولى، و سطحى، يستقى من عهود الاضمحلال العقلى فى تاريخنا، و كأن بينه و بين عهود الازدهار ترة.
إننى من منطلق إسلامى –أرفض التبعية النفسية للآخرين، و لكننى من هذا المنطلق نفسه أرفض التصورات الإسلامية للحياة، أعنى التصورات التى ينسبها بعض الناس للإسلام، و هى عند التأمل خيالات مرضى و قاصرين.
إن الإسلام يظلم بإسم الإسلام.. يظلمه علماء يخدمون السلطة، و شبان عديمو الفقه، و غوغاء حيارى.
إننى أنذر بأن أوضاعا إسلامية شتى تواجه مستقبلا كالحا، و قد تقع للمسلمين كوارث جديدة، و لن تحمينا أبدا إلا عودة حقيقية إلى الإسلام الحقيقى