في هذا الكتاب الثري يقدم لنا الدكتور محمد عمارة، موضوعًا جوهريًا في الفكر وهو الفارق بين المشترك العام الذي في وسع كل البلاد وكل الحضارات الاشتراك فيه بلا حرج، ولا فرق هنا في دين أو عقيدة أو جنسية أو أي شيء، وبين الخصوصية الحضارية، التي تميز كل بلد وتميز كل حضارة بطابع خاص لا يشترك فيه معها أحد، وهنا يضرب لنا محمد عمارة العديد من الأمثلة على النموذجين فمثلًا الهواء الذي يتنفسه كل الناس هذا عام مشترك، بينما الجيوش مثلًا مسئولة عن حماية أجزاء وحدود معينة لا تتخطاها ولا تعبر إلا عن بلادها. ويتطرق للحديث عن التاريخ وحضارة المسلمين، ويصف لنا كثير من المذاهب مثل المذهب الغنوصي الذي توسع خارج الجزيرة العربية، ويعرض كذلك عدد من الفرق الإسلامية التي استطاع هذا المذهب أن يهزمها فكريًا.
إن اتفاق الإنسانية فى وحدة النوع واختلافها فى نظرتها إلى مكانة الإنسان وكذلك الاتفاق على مبدأ التدين والاختلاف على موضعها من حياة الأمم وتأثر فكرة القومية بعنصرية الغرب التى تعتمد على عرق أو جنس أو عنصر وترك المفهوم الإسلامى الشامل للقومية وعلاقة الدين والدولة فى النظم الغربية والإسلامية وواجبات وحقوق الإنسان المسلم وحقوق المرأة مقارنة بما يدعيه الغرب ويحاول بثه لنا ومقدار التفاعل بين الإسلام وبين الحضارات الأخرى والمقارنة بينهم.