هذه هي القصة التاريخية الخامسة للأديب الكبير على أحمد باكثير، ظلت طي النسيان، منذ نشرها على ثلاث حلقات فى مجلة “القصة” المصرية عام 1965م، وهذه الرواية لا تقدم الجديد في الفن الروائي التاريخى عند باكثير فحسب، بل وتعيد النظر في أقوال النقاد حول الرواية التاريخية في الأدب العربي فهى ترد على الذين يزعمون أن الرواية التاريخية، جاءت مرافقة لفترة المد القومى، ثم اختفت بعد ثورة مصر 1952. م.
وهى ترد على الذين يزعمون أن الرواية التاريخية إنما تناسب الأديب فى بداية مشواره الروائى لسهولة اختیار مادتها، وضعف الخيال فيها. وها هو باكثير يكتبها قبل وفاته رحمه الله– بأربع سنوات. ولم يكتب رواية غير تاريخية إلا “ليلة النهر“. وهى أضعف رواية – فنيا وموضوعياً.
ويرى باكثير أن المادة التاريخية أفضل من المادة المعاصرة فى إيصال الهدف الفني: “إن الفن عموماً، والفن المسرحىي خصوصاً ينبغى عندى أن يقوم أكثر ما يقوم على الرمز والإيحاء ، لا على التعيين والتحديد، فتكون الحقيقة التي يصورها العمل الفنى أوسع وأرحب من الحقيقة التي يمثلها الواقع.