إن الناظر إلى المساجد وعمارتها، وكذا مظاهر التدين في صفـوف منظمـة الطلبـة بالجامعـات، واستعـراضـات الحركـة الإسلامية ومسيراتها بهذه المناسبة أو تلك، كل ذلك ونحوه، يجعل المرء يعتقد أن اللون المسيطر على الساحة الاجتماعية المغربية هو اللون الإسلامي
لكن إذا نظرنا إلى المجتمع المغربي البعيد عن هذه المجالات؛ حيث تقدم الفساد بصورتيه: ( الفجور الطبيعي )، و( الفجور السياسي )، من خلال نوافذ الإعلام، والثقافة، والسينما، والأغنية المصورة والمسموعة، ومن خلال الشارع، و( الموضة ) وكل أشكال التقيين، والعري الفاحش الراكض بحوافره في اتجاه محاصرة كل أشكال التـدين بالبـلاد! …
نجد أن الحـزب الأكبر اليوم هو حزب ( الفجور السياسي )، أعني الفساد الخلقي الشامل، المدعوم سياسيًّا، من جهات سياسية وثقافية شتَّى.
إذن، ما دور الحركة الإسلامية بالمغرب؟ وأين مجال صراعها الحقيقي؟ وإلى أي حد هي داخل حلبة ذلك الصراع؟