الفرافير مسرحية عبقرية، بدأ يوسف إدريس في مقدمتها الطويلة يشرح رؤيته الفنية المسرحية، وكيف أن دور الجمهور لا يجب أن يتوقف على الفرجة فقط، بل عليه دور أكبر من ذلك، عليه الالتحام مع الممثلين، عليه أن يشارك في التمثيل، معتمدًا مبدأ أن الفنون في أصلها جماعية، فالمتفرجون هم أصلًا كانوا مشاركين في الحدث الفني الجماعي للحد الذي أصبحت الفرجة لهم أكبر متعة من المشاركة.
فالغناء مثلًا يبدأ جماعيًا إلى أن يصل إلى نقطة معينة يصبح فيها الشخص الأمهر يغني لوحده والجميع يتفرجون عليه، فهم وصلوا مرحلة وصفها إدريس “بالتجلي تجعل إحساس الفرد بصوته وبغنائه يتلاشى إلى درجة أنه إذا توقف لا يحس”.
لم يكتف إدريس بمحاولة إشراك الجمهور للتركيز على هذا التجلي، بل كانت الفكرة من هذه المسرحية، أن يقوم ممثلوها بتأليفها أمام الجمهور، أن يشعروهم بأن ما يشاهدونه غير مكتوب مسبقًا، أنهم بوجودهم يشاركون في هذا العمل الفني.