وبالنظر إلى محتويات الكتاب نجد بأن القصيمي قام أولاً بشرح توحيد الألوهية والربوبية وبيان الفرق بينهما ثم أتبع ذلك بيان الشبهات على إشراك الكافرين في الربوبية وجوابها، والبراهين على إيمان المشركين بالله وبأنه خالق كل شيء، ثم الفرق بين توحيد الألوهية والربوبية وجوابها، والفرق بين التوحيدين وبرهانه، لينتقل من ثم إلى التحدث عن المسائل الكبرى التي زلت فيها مجلة الأزهر، وإبطال التوسل الأزهري إبطالاً إجمالياً، ليبين بعد ذلك من هم الخوارج، ثم ليعرض تلك المناظرة بينه وبين الشيخ الدجوي حول علو الله على عرشه مقدماً البراهين على علوّه تعالى، ومستشهداً من ثم بآراء طائفة من عظماء المصريين من التوسل، وعارضاً من ثم لخطاب الشيخين الدجوي والظواهري، ومتحدثاً في النهاية عن واجب المصريين الوطني والديني نحو الأزهر والأزهريين.
قال بعض الحكماء: لا يزال الناس بخير ما قالوا للمخطئ أخطأت وللمصيب أصبت، وكان أكثر ما دفعني إلى هذا النقد القارص هو تهجمهم على خلاصة المسلمين اليوم، ورميهم إياهم بالعظائم وتهييج المسلمين عليهم.
أرجوك أيها القارئ أن تقرأ الكتاب متجرداً من الهوى والعصبية مؤثراً البرهان على المشايخ والآباء والعادات. غير ناظر إلا إلى الحق، وقد قال أرسطو: أستاذي صديقي والحق صديقي فإن تنازعا فالحق أولى بالصداقة، وعليك بالإنصاف فإن خلق الإنصاف من أفضل ما وهب الإنسان، وقلة الإنصاف تحدث في العلم فساداً كبيراً.