تمّت صناعة الكلام، فادّعى المحافظون وجوب التّقيّد بالإستناد إلى الرأي والقياس، أمّا الغزالي فذهب مذهبا وسطا، فقبل الرأي والقياس وأخضعهما لقواعد معيّنة ثابتة، فقال في “القسطاس”. لم يذهب مذهب أصحاب الرّأي ولا مذهب أهل التّعليم، بل وفّق بينهما وسلك طريق الرّسول الّذي سجّل الحقيقة في القرآن : “أزنها بالقسطاس المستقيم (…) وهي الموازين الخمسة الّتي أنزلها الّله في كتابه”.
وعلّم أنبياءه الوزن بها. فمن تعلّم من رسل الّله، ووزن بميزان الّله، فقد اهتدى، ومن عدل عنها إلى الرأي والقياس، فقد ضلّ وتردّى، إنّها موازين النّظر الصّحيح والرّأي السّليم لتمييز الحقّ عن الباطل. لقد شقّ الغزالي طريقاً جديدة وفّق فيها بين التّعليم والرّأي معا.
تحميل كتاب القسطاس المستقيم: الموازين الخمسة للمعرفة في القرآن باللغة الإنجليزية صيغة pdf مجاناً