«ولما كنتُ أرجو ألا تتَّسِم هذه الدراسة بسِمةٍ منهجية؛ فإننا سنختارُ من الشعراء من نشاء، دون أن نتقيَّدَ بعصرٍ مُعين، وإنما نمدُّ أيدينا إلى المكتبة ونختار من شُعرائها من يَطيبُ لنا أن نختارَه ونُقلِّب العين بين قصائده، ونرى أثَرَ القصة في شعره؛ فاعتقادي أنَّ ما كانت تَرويه هذه القصائد وما كانت تتناقَلُه ألسِنةُ العرب بعد ذلك جعلهم في غِنًى عن إنشاء القصة وروايتها.»
مَلأَ الشِّعرُ على العربِ حياتَهم، وامتزجَ بوِجْدانِهم حتَّى أضحَى كالأنفاسِ يَخرُجُ بالسَّليقةِ ويُنظَمُ بالفِطرة، فما وَجَدَ فنٌّ أدبيٌّ في حياتِهم مكانًا مِثلَ الشِّعر، فتضمَّنَ أحادِيثَهم، وحربَهم وسِلمَهم، ومدحَهم وذمَّهُم، وفخرَهم وعِشقَهم. وكانَ مِنَ الطبيعيِّ أن تجِدَ القصةُ مكانًا فيه، وأن تَترُكَ أثرًا في جُلِّ قصائدِهِم. ونجِدُ في البحثِ الصغيرِ الذي أعدَّهُ الكاتبُ الكبيرُ «ثروت أباظة» بعضًا من أمثلةِ ذلك