“لم أكن أعرف القراءة بعد، ولكني كنت محباً للظهور إلى الحد الذي جعلني أطالب بكتب لي. وذهب جدي الى ناشره الوغد، وأخذ منه “قصص” الشاعر موريس بوشور المقتبسة من الأدب الشعبي، والموضوعة في أسلوب يتناسب وذوق الطفل، بقلم رجل احتفظ بعيون الطفولة كما يقول. وأردت أن أبدأ في الحال احتفالات التملك. وأخذت المجلدين الصغيرين، وشممتهما وجسستهما، وفتحتهما بلا اكتراث “في الصفحة المطلوبة” وجعلتهما يقرقعان. ولكن عبثا: فلم أكن أشعر بأني أملكهما. وحاولت دون تحقيق نجاح أكبر أن أعاملهما كأنهما دميتان، فأهدهدهما، وأقبلهما، وأضربهما. وانتهى بي الأمر، وأنا أكاد أبكي، وإلى وضعهما على ركبتي أمي.”