كتاب الله والنفس البشرية تاليف الشيخ محمد متولى الشعراوي . لقد أجهد الفلاسفة أنفسهم على مر السنين في الوصول إلى وجود الله محاولين استخدام العقل بدلا من الرسالات السماوية التى انزلها الله سبحانه وتعالى ، ومن هنا فإنهم أرادوا أن يستخدموا العقل فيما لم يخلق له ذلك أن العقل له وظيفة أو وظائف في الحياة ، ليس من بينها أن يصل إلى وجود الله بعيداً أو غير مستخدم الرسائل أو الرسالات التى أنزلها الله لعبادة ، فهذه الرسالات قد وضع فيها الله سبحانه وتعالى الأدلة وبين فيها ما هو فى قدرة العقل البشري منذ يوم خلقه إلى يوم القيامة ، ولكن الفلاسفة يريدون أن يتجاوزا هذا بأن يقدموا للعقل البشري ما هو فوق طاقته ، هذا مستحيل فأنت حين تريد أن تجعل إنسان يفهم شيئاً يجب أن تدخله في قدرة العقل البشري أولاً ، ومن هنا فإن الرسالات السماوية قد حملت إلينا فوق الإثبات لوجود الله الأدلة على عدم وجود أى شريك لله سبحانه وتعالى فى هذا الكون .