إن إدخال نغمة جديدة على فن قديم يعتمد موسيقى تقليدية أمر يحتاج إلى جرأة كثيرة، بله القدرة والبراعة، وأنا قد لا أملك الأخيرتين، ولكنني مندفع في سيلي، مهما اعترض عليه الناس، ففي قصائدي هذه، أعنى بالتفعيلة، ولا أعنى؛ بعض الأبيات موزون وبعضها غير موزون، وقد تتلاحق أبيات موزونة ولكن لكل منها في القصيدة الواحدة، وزناً مغايراً للآخر.
والقوافي استخدمها أو أغفلها حسبما أرتئي وما ذلك إلا لأنني، إذ “أموسق” الفكرة أو الصورة، أرفض رفضاً قاطعاً أي لحن أو “بحر“) رتيب؛ فإذا قرئت كلّ من هذه القصائد قراءة جهورية، مع فهم لبنائها الداخلي الصاعد، الذروي، باتت موسيقاي الجديدة مع بيان الصورة نفسها.
وتتضح هذه الطريقة لكل من يعرف الموسيقى الأوركسترية، ففي كل قصيدة “آلات” عديدة متباينة، و“مواضيع” مترابطة تتلاعب وتنمو نحو غايتها، والقصائد الطويلة مبنية على قاعدة سمفونية، وسيغيب أكثر على السواد من قرائنا، وسيعيبه البعض – كالعادة – ولكن لا ريب عندي أن الشعر منطلق نحو هذا الشكل في المستقبل.