هدف المدرسة التفكيفية حسب تعبير الأستاذ حكيمي إلى فهم المعارف القرآنية فهماً خالصاً نقياً، بعيداً عن عملية التأويل، التي تصطبغ بها علوم السماء بالمذاهب والمدارس والنحل البشرية المختلفة. فمثلما يمتزج العرفان بالفلسفة، والفلسفة بعلم الكلام، فإن المعرفة القرآنية اندمجت في آثار الفلاسفة بالتفكير الفلسفي، وفي آثار المتكلمين بالتفكير الكلامي، وهكذا في آثار العرفاء والمتصوفة، والمنهج الذي تبشر به المدرسة التفكيكية يدعو إلى فرز هذه المعارف وغربلتها، وتنقية فهم القرآن الكريم والسنة الشريفة من أدوات غريبة عليها؛ لأن المصدر الأصيل لفهم الدين والتدين هما الكتاب والسنة.
إن منهج التفكيك من مناهج المعرفة الإسلامية الجديرة بالدراسة والتأمل، خاصة في عصر طغيان المعرفة الغربية وسيادتها خارج بيئتها وفضائها الجغرافي المحلي، إثر التطور الهائل في وسائل الاتصال، فهل يمكن الحصول على معرفة نقية خالصة لا يطبعها الإطار الحضاري والزمان والمكان؟ وبالتالي هل استطاع المؤلف أن يتخلص من تأثيرات بيئته ومحيطه وثقافته ونمط حياته في بيانه التفكيكي؟!! هذا ما يمكن معرفته من وراء هذا الكتاب.