يلتقي المسلم الراغب في معرفة مقاصد الإسلام وأسراره بالكثير من الأمور المتشابهة في المعني ظاهرا .. ولكنها في الحقيقة مختلفة ..
ومن هنا يقع الخلط والخطأ . كالخشية والخوف .. الهداية والهبة .. المعرفة والعلم .. وما اشبة ذلك المعارف الإسلامية . ويلتقي طالب المعرفة المسلم كذلك بالكثير من المواضيع التي يتعذر عليه الوقوف علي حقائقها .
مثل : إمارة الإنسان علي الأرض .. وكيف يصل الإنسان الي المعرفة .. الغيب والشهادة … وما أشبه ذلك من مسائل الإسلام . وقليلا ما يجد طالب المعرفة المسلم مراده من العلم بالإسلام في عمق ويسر وقوة واتساع كما يجدها عند الحكيم الترمذي في هذا الكتاب . فالحكيم رجل فقيه تخلص لله ، ونفض عن قلبه وجسده كل مظاهر الترف ، فأسبغ الله تعالي عليه فيض الحكمة التي ترعرعت في جنبات قلبه ، وفاضت علي ما تركه من الكتب .
والحكيم في هذا الكتاب ينتقل بك من معارف الإسلام كلها : أدبا .. وفقها ..ومعرفة .. وغوصا وراء الأسرار . ينتهي الحكيم بقارئة في هذا الكتاب الي روح اليقين بالله ويدفعه إلي تتبع معالي الاسلام حيثما وجدها ويصل به الي مرتبة المحبوبين المرادين