لكي نفهم الحاضر ونتنبأ أحداث المستقبل علينا أن نطلع على الماضي .. ومن هذا المنطلق نلتمس الاهمية الكبيره للكتاب والمقالات الوارده فيه.
الكتاب رائع وفيه الكثير من المعلومات المهمه والتحليلات القيمه ولا يسعنا أن نضع انفسنا بمكانة تليق بتقييم المؤلف والمحلل السياسي العظيم محمد حسنين هيكل رحمه الله. ولكننا سنكتفي بادراج مقتبسات تستحق التأمل من الكتاب:
_ لا سياسة بلا خريطة .. إن كل نظرة على الخريطة وتأمل لها كفيلان أن يولدا عوامل واحتمالات لابد من إدخالها في أي حساب للحوادث والتطورات.
_وهكذا فإن الشرق الأوسط يرى تغيرات الدنيا من خلال ثقب مفتاح في باب، ويستمع إليها عن طريق التنصت الذي نصب أجهزته وحدد مواضعها آخرون.
_فالدول –خصوصاً القوى الكبرى– ليست مؤسسات خيرية، وليس من همومها مسح دموع البشرية، وإنما هذه القوى الكبرى كيانات تقوم على مصالح مجتمعات لها ضرورات أمنها، ولها في ذلك استراتيجياتها، وإدارة علاقاتها مع مجتمعات أخرى على أساس تبادل المناقع من ناحية وموازين قوة من ناحية أخرى، وليس على أساس التبرع بالخيرات.
_إن الولايات المتحده في مأزق خطير بسبب الديون …. ولا يمكن أن يتصور أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تصل إلى ذلك التاريخ مستسلمة للمقادير، تاركة سيف هذه المقادير يهوي على رقبتها. وإذن فإنها سوف تجد نفسها بقوة الأشياء مضطرة إلى سياسات عنف تجنب نفسها بها هذه الكارثة، وهي سياسات عنف سياسية واقتصادية وإعلامية، وقد تقود إلى ماهو أخطر.
_تجئ إشارة أخرى هي أن البلد الذي أعطى لنفسه حق سلطة صنع السلام في الشرق الأوسط، هو أكبر بائع سلاح للأنظمة الحاكمة فيه.