صفحات في تاريخ البلاغة العربية، لم يعمد فيها المؤلف إلى الشرح والتفصيل، لأنه لم يبغ من ورائها أن يؤرخ لعلوم البلاغة تأريخاً دقيقاً، وإنما كان غرضه منها أن يضع بين أيدي القراء فكرة عامة عن المراحل الأساسية، والخطوات البارزة، التي خطتها البلاغة العربية، منذ كانت الكلمة رائعة على لسان ابن الصحراء، أو حكماً على البليغة أطلقه سامع متذوق، إلى أن صارت علماً حل بساحته الجفاف بعد الخصب، وصوَّحت خمائله بعد نضرة، وأصبح ذا ثلاث شعب، لا تغني في إدراك الجمال، ولا تشفع في معرفة الأدب.
وعرض المؤلف أسباب تأخر البلاغة وترديها، والانحراف الذي أصاب مفهومها، وفيما أن تكون عليه وتؤول إليه.
وأوجز في الخاتمة نظرته إلى البلاغة، وما يجب أن تستعين به من علم وذوق، وأن تتصف به من سعة وشمول، وأن تفيد منه ومن أبحاث علم النفس، وعلم الجمال، وأن تتسع له من فنون أدبية حديثة.