هذه المجموعة تعتبر واحدة من أروع مجموعات يوسف إدريس القصصية. سواء من ناحية الأفكار أو أسلوب الصياغة، فالكاتب يتحدث ببراعة لا تشعر فيها بأنه يحكي قصص مؤلفة، بل من شدة الواقعية والأسلوب الساحر الرائق جدا تكاد قصصه أن تكون حديثا عن أحداث حقيقية.
القصة الأولي (النداهة) يبدأ الحكي فيها من آخرها ثم بحركة فنية يعود إلي أولها، فيحكي عن قصة حامد وزوجته القادمين من الأرياف إلي القاهرة للعمل والإقامة، فيحكي عن تفاصيل دقيقة في الحياة اليومية لهما في قريتهما وفي مسكنهما الجديد، كما لا يترك الحالة النفسية للقادمين الجديدين للقاهرة دون أن يفحصها بدقة، ويحكي عن التغيرات التي طرأت عليهما وعلي أخلاقهما الريفية البريئة بعد الانتقال إلي القاهرة. كما يقدم فحص نفسي دقيق لشخصية جارهم ابن المدينة والتحولات التي طرأت عليه بعد أن زاغت عينيه علي زوجة صابر حتي تمكن منها. القصة من روعتها تم تنفيذها فيلما سينمائيا مميزا.
القصة الثانية (مسحوق الهمس) تحكي عن قصة سجين يجرب الاتصال عن طريق قرع جدران زنزانته كي يتحاور مع أي أنثي في السجن المجاور. ولأنه يعرف قصة سجين سابق حفر الفاصل بين الزنزانتين قبل سنوات فقد هم بفعل ذلك لولا علمه بالجدران المزدوجة الجديدة التي بنتها إدارة السجن، فاكتفي بالاتصال الهامس. في هذه المرحلة يدرس الكاتب كافة خبايا النفس الإنسانية في سجنها ومحاولاتها الفرار منه ولو بالوهم. اكتشف السجين في النهاية أنه يتحدث مع وهم لأن السجن المجاور تم إخلاؤه أصلا منذ شهور.
القصة الثالثة (ما خفي أعظم) يحكي فيها عن شخص تمني المشيخة لكنه لم يحقق حلمه. سافر وعاد معه زوجة لم يري أحدا وجهها أبدا. كان أهل القرية يعتبرونه أضحوكة لهم. وكان يكرههم ويبغضهم ويبادلونه بغضا ببغض، لكن أزمة ولادة زوجته اضطرته للتنازل عن الكثير من المسافات التي اصطنعها بينه وبينهم. لا تخلو القصة من الفكاهة التي يتناولها الكاتب ببراعة في الكثير من قصصه.
القصة الرابعة (المرتبة المقعرة) وهي أقصر قصص المجموعة، تتناول بصورة رمزية مراحل حياة إنسان علي مرتبة زواجه التي تقعرت من كثرة نومه عليها.
القصة الخامسة (معجزة عصره) تحدث فيها عن ميلاد قزم بحجم عقلة الأصبع، يعيش القزم حياة بائسة علي الأرض بسبب قامته القصيرة جدا، وبالرغم من ذكائه الفائق واختراعاته الإعجازية إلا أنه يلقي إهمالا شديدا علي الأرض. اخترع القزم طريقة للسفر للكواكب الأخرى، وسافر بالفعل والمفاجأة أن الكوكب الذي سافر إليه كان كله من قصار القامة مثله فسادهم بعلمه ورجع للأرض بسبب شوقه الشديد لوطنه ومعه كثيرين من ذلك الكوكب في غزو للأرض. بحثوا عنه بعد ذلك كي يستفيدوا بعلمه إلا أنهم لم يجدوه.
القصة السادسة (النقطة)
القصة السابعة (العملية الكبرى) تحكي عن طبيب محترف وعملية جراحية في غرفة العمليات، ومن خلال خبرته وعمله كطبيب يحكي قصة صراع الموت والحياة داخل غرفة العمليات. وصراع الأطباء والممرضين بتراكيبهم النفسية والثقافية المختلفة داخل غرفة العمليات.
القصة الثامنة (دستور يا سيدة) تحكي عن أرملة خمسينية تعاني من وحدتها بسبب انشغال أبنائها وبناتها، تحاول ملء وقتها بزيارات للسيدة زينب وغيرها، فتتعرف بشاب يتيم تعتبره ابنا لها لكن تتطور الأمور لعلاقة جسدية بينهما. في هذه القصة يقدم الكاتب تحليل دقيق للنواحي النفسية للمرأة من خلال حواراتها الداخلية المعبرة عن حاجاتها الحقيقية التي اعتبرها المجتمع حاجات محرمة علي من في سنها.