إصدار جديد في سلسلة «الانتصار للقرآن» في الردّ على أهم الشبهات المثارة حول ربّانية القرآن، بعد كتاب «هل القرآن الكريم مقتبس من كتب اليهود والنصارى؟» و»العلم وحقائقه: بين سلامة القرآن الكريم وأخطاء التوراة والإنجيل» (عن مركز رواسخ).
تناول المؤلّف في هذا الإصدار قضية من أهم القضايا المثارة في الجدل الحديث حول الخبر التاريخي في القرآن؛ وهي زعم كثير من الملاحدة واللادينيين في الغرب والشرق أنّ الأنبياء الوارد ذكرهم في القرآن الكريم، أو عامتهم، شخصيّات خرافية، قد أثبت علم الآثار أنّهم ما عاشوا على الأرض وإنّما هم صنيعة الخيال.
يُلاحظ هنا في منهج سامي عامري عدم التَّشكيك بشكل عام ومطلق في السردية التوراتية لحياة الأنبياء، بل يخضع ذلك للمقاربة مع ما جاء في القرآن والسنة، أو ما يُمكن عقلًا تصديقه، وقد يرد السردية التوراتية في أحيان كثيرة إذا ما خالفت تلك الأصول، فهو لا ينساق مطلقًا مع مدرسة ” الحد الأدنى” التي ترى في التوراة مجرد عمل دعائي يهودي لا قيمة تاريخية له، وهذا المنهج هو الذي استلهمه اللادينيون العرب الذين أخذوا الخبر التوراتي المُستنكِر أو غير المبرهن عليه أركيولوجيًا لإنكار تاريخية الأنبياء رغم تأكيد وجودهم من خلال النص القرآني، ظهر ذلك بوضوح في كتابات ” فراس السواح” و ” خزعل الماجدي”، لكن عامري لا يتشابك معهم إلا في سياق الرد العام، فهو مشغول بالتأصيل المنهجي أكثر من الرد على مفردات أو جزئيات، لكنه وفي مواضع كثيرة أثبت تناقض فراس السواح الذي ينقل عن غلاة الأركيولوجيين كما في مسألة إنكار مملكة داود وسليمان – عليهم السلام- وقد أوضح عامري أن السواح يُوهم قارئه أنّ المسألة قاطعة أو منتهية عند الأركيولوجيين بينما المسألة في حقيقتها محل خلاف عندهم.