يبحث مؤلف هذا الكتاب في ماهية الموقف الديني، إذ يتناول الصراع الحقيقي الدائر منذ القدم وحتى وقتنا هذا في مختلف الأديان والطوائف. وينطلق المؤلف في تحليله من وجهة نظر تحليلية شاملة لتطور المجتمعات والعلوم الإنسانية عبر العصور، آخذاً على عاتقه بيان اليمين واليسار في الفكر الديني في تراثنا القديم وفي وجداننا المعاصر كما ورثناه في أصول الدين… ويتوقف المؤلف في هذه الدراسة على تحليل التجارب الحية ووصف الخبرات المشتركة دون الخوض في معركة البناء الفوقي والبناء التحتي، كما يتناول هذا الموضوع معظم الأكاديميين. وتجدر الإشارة إلى أن الباحث يعكس هذا الموضوع عن طبق وصف الظواهر الفكرية كما هي، ويبين العلاقة الجدلية بين الأفكار والواقع، إذ يرى أن اليمين واليسار موقفان فكريان متمايزان من الأساس.