أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز وعهده بالحفظ والصون عن كل بدعة أو مخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم أجمعين فكان قوله سبحانه وتعالى ” إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” ، وقد شمل هذا ا لحفظ ترتيبه وآياته ورسمه وقراءته.. والأخيرة هى ما تعنينا في هذا الكتاب، الذي وضعه الأستاذ ” بكر بن عبد الله” ليكون ضوءا يلقى على البدع والمحدثات التى رآها في بعض قراءات المحدثين والقدماء.. وخوفا من انتشارها وجب التنوية عنها لإجتنابها والقضاء عليها. وقد شملها في خمسة مباحث.. الأول منها تناول بدع القراء التى نبه عليها العلماء، المبحث الثاني خصص التقليد القارئ لصوت قارئ آخر، أما الثالث فهو في بدعة التمايل عند القراءة سواء لدى القارئ أو المستمع والمبحث الرابع في القراءة في صلاة الجمعة بما يتناسب مع موضوع الخطبة واخير المبحث الخامس في تخصيص الآيات أو القراءة بصوت مغاير لصوت الخطبة والوعظ ” والكتاب في حجمه الصغير وصفحاته القليلة جمع أطراف المسألة وشرحها دون إطالة ، وقد جاء تناوله مطعما بالأحاديث النبوية الشرعية والآيات القرآنية الحكيمة التى تؤكد المعنى الذي يقال .. فهو يذكر البدعة ومدى خطأها ويرشد إلى الصواب مؤكدا كل هذا بالدليل العقلي.
من عظيم آثار حفظ الله لكتابه شد السلف علي مسلك تجريده من أي إحداث أو أمر مضاف، في: رسمه، وترتيله، وقراءته، وإقرائه وأدائه، وأذكاره، وهذا عنوان إعجازه يدخل في قرنه الخامس عشر، دون أن يصل إليه: تغيير وتبديل، أو تحريف وتعديل، زيادة أو نقصاً، فسبحان من أنزله، وحفظه، وهيأ له حفاظاً، وأنصاراً، وجعل المسلمين له حراساً، وأجناداً، وكان من آثار رحمته سبحانه في حفظ كتابه، تنبيه العلماء، وبخاصة القراء منهم، علي محدثات جهلة القراء، واتصال حبل الإيقاظ عما يداخله في زمان أو مكان، أو كيفية، ومقدار، أو جنس، وأسباب في محيط قاعدة الإسلام، المعروفة منه بالاضطرار، وهي: (وقف العبادات علي النص ومورده لا غير).
وعليه: فهذه النبذة امتداد لحبلهم الموصول في تجريد كتاب الله عن محدثات الأمور، قيدت فيها “رؤوس المسائل لبدع جهلة القراء” التي نبه عليها المتقدمون