خذ الحكمة من أفواه البسطاء.. هذا هو العنوان الذي يُمكننا أن نستقيه عبر هذا العمل البديع. المتتالية القصصية غير المترابطة، والتي لا يجمع بين الحكايات المختلفة بداخلها سوى وحدة المكان: السيدة زينب، موطن نشأة الكاتب وذكرياته، والشخوص المتعايشين معه والذين صنعوا العمل. هنا ستقابل جودة الخادم النزق، وستتعرّف على زكي الريّس، وستغوص في قصة عبده وأم عبده، وتستغرب من العلاقة بين الدكش ومشكال، وتبكي مع فاطمة شيخون وابنها ششتاوي. الضحك ملء الفم، والاغتمام على أحلام البسطاء التافهة، هو رد الفعل على القصص. عشرات الشخصيات كانت هنا، شخصيات من قلب مصر بحق، شخصيات لا هم لها سوى بيت أو لقمة عيش أو زوجة ووظيفة تسترهم.