منذ أن وضع الإعلام الغربي مصطلح العولمة وأحل محله النظام العالمي عقب انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الشيوعية وهناك خلط في دوائرنا الفكرية والإعلامية بين مصطلح العولمة والعالمية وهو خلط يزيف المضامين ويخلط الأوراق وعلاقة ذلك بعالمية الإسلام. في هذا الإطار يتناول مفهوم العالمية والعولمة ومجالاتها المختلفة في الاقتصاد والسياسة والتشريعات والعولمة العسكرية وعولمة القيم الغربية وعولمة الثقافة والعولمة الدينية واللغوية.
تحدث الدكتور عمارة عن مفهوم عالمية الإسلام وعالمية الشريعة، والتى لا تقف عند النزعات القومية أو العرقية أو التفرقة بسبب لون ودين، ولا تفرق بين أحد، فأصل الخلق هو أن يكون هناك شعوب وقبائل مختلفة، ويكون هناك اختلاف، والإسلام يحترم هذا الإختلاف ويضعه في إطار واحد للتعايش دون التنازع أو التناحر.
أما العولمة الغربية فإنها جاءت بعد الحروب الدينية والعرقية والحروب الإستعمارية لتأتي كنتيجة لتطور الفكر الغربي وهي صورة للإستعمار ولكنه فكري يتحول إلى استعمار مادي يسيطر على الإقتصاد والسياسةوالتشريع والجيش ومنظومة القيم في الدول الفقيرة ويضعهم تحت رحمة تلك الدول الغربية حتى الدين لم يسلم من العولمة، والتى نحتها القوة الإمبريالية الأمريكية عن طريقها لتتصدر هي المشهد وحدها دون الجميع.
وختم الحديث بعرض إمكانيات الدول العربية المسلمة لكي تنهض فهي تمتلك الأرض والثروات الطبيعية والعقول والخبرة والعلم أصبح ميراث لكل الشعوب ومشترك بينهم، ولذلك لا بد من إعادة ترتيب البيت للوقوف ضد مشروع الهيمنة الغربي.