كثيرون ممن يتحدثون عن عظمة الإسلام وعدالته. وما أرساه في الحياة الإسلامية من من قيم ومفاهيم وتقاليد يقفون به عند عصر الخلفاء الراشدين. ثم يسكتون عما بعد ذلك من العصور، كأنما خلت هذه العصور من كل فضل او انجاز.
ولما كان التاريخ هو ذاكرة الأمة، واعداء الأمة يريدون ان يمحوا ذاكرتنا التاريخية ، بحيث ننفصل عن ماضينا وننسي امجادنا، ولما كان تاريخ كل امه مادة اصيلة في تربيتها لأبنائها، ولا سيما اذا كانت امه ذات تاريخ عريق ومجيد، ولهذا رأي المؤلف ان يتصدي للكتابة عن تاريخنا وحضارتنا، مستفيدا مما كتبه من قبل، وما كتبه المحققون المنصفون والمعتدلون، منصفا تاريخنا وحضارتنا الثرية المعطائة ممن قسوا عليهما وظلموهما، أو افتروا عليهما بغير حق، رادا كل قول إلى قائله، وكل نقل إلى مرجعه، مستفيدا من تحقيق اهل العلم الثقات، الذين محصوا الروايات، ونخلو الأقاويل، وردوا المبالغات والتهاويل،