ان لِنُصوص التُّراث الإسلامي – بِمُختلف تجلِّياتِها المعرفيَّة – فرصةٌ خِصْبة بعد أن أوْلاها الباحثون وطلبة العلم عنايةً بالغة، شَمِلَتْ تَحقيق مَخطوطاتِها، وإعادةَ دراسة نصوصِها، والتَّأليف في كثير من مسائلها الشائكة، ثُمَّ بلَغَتْ آثارُ تقنيات المعلومات تراثنا العريق فباشَرَتْ بتحْوِيلِه إلى نصوصٍ رقميَّة استوطنتْ مواقِعَ الإنترنت، أو الأقراص المُدْمَجة التي انتَشَرَتْ بِكثافة في سوق المعرفة الإسلامية المعاصرة.
بيد أنَّ العقبة ذاتَها قد بَرَزَتْ مع ازْدِياد حجم الفيض المعلوماتي لمادَّة النُّصوص الإسلاميَّة الرقميَّة، فلَمْ نَعُدْ قادرين على مُطالَعَتِها أو دراستِها بأناة لكي نُحسن فهم مضامينِها، وتَوْظيف مادَّتِها المعرفيَّة على مُفردات حياتِنا اليومية، من أجل هذا سنُحاوِلُ دِراسة بَعْضِ النَّتائج التي يُمْكِن الحصول عليها من تطبيق آليَّة التَّنقيب المَعلوماتي على نصوصٍ إسلاميَّة مُنْتَخبة، لنطرق أبوابًا جديدة يُمْكِنُ أن تَمنحنا فرصةً لنَنْهَل معارف جديدةً من نُصُوصٍ لَمْ تَعُدْ بِمُتناول ملكتِنا العلمية، رَغْمَ أنَّها تشخص على رفوف مكتباتِنا العامَّة والشخصيَّة على حدٍّ سواء!