أجفلتني زمجرةُ باب الزنزانة ودخول ذلك الحارس ثانيةً. رفعتُ رأسي ونظرتُ إليه بخوف أشدّ مضاءً ممّا سبق، وهجست أنّ روحي تكاد تفارق أعطافي ببطء. كان يحجب عينيه بنظارة كبيرة هذه المرة، فبدا لي مع ظلّه أطولَ من المعتاد، يشبه ممثلاً من أبناء جلدته اشتُهر بأدوار إجرامية. أشار إليّ أن أنهض، من دون أن يتفوّه بكلمة. أردتُ أن أستعطفَه ليرفقَ بحالي ويتركني أنام قليلاً، لكنّي تذكّرت أن استعطاف الوحش أمرٌ عديمُ الفائدة، وأنّى له أن يفهمني أو يحفل بي؟