يفككها حتى وإن لجأ إلة نوع من التقية الروائية في اختياره هذا المجال من الكتابة. و”خطاب” متهم بقضية وما أدراك ما تلك القضية وهي: “حبي المفرط لهذا الوطن”، بهذه العبارة سيدرك القارئ ماهية القضية التي يتحدث عنها الفزاري وهو يلفت إلى “عدد المعتقلين وأسماؤهم وأنواع قضاياهم ونوع الأحكام التي صدرت بحقهم… تبين أنه تم اعتقال عدد كبير من المدونين والكتاب الناشطين حقوقياً وسياسياً بعد اعتقال خطاب، ومجموع من تم اعتقالهم من الجنسين قرابة سبعة وثلاثين معتقلاً توزعوا على قضيتن وهما “التجمهر والإيمانة” … أما خطاب وأريبعة من رفاقه فقد نالوا النصيب الأعلى.. حيث تم الزج بهم في القضيتين… التجمعر والإعابة….. هذه الرواية صاغها الفزاري بخطاب يتناسب مع العالم المرجعي الذي يحيل إليه ولكنه خطاب أحادي يبدو فيه أنه المتحث الوحيد والشخصيات الأخرى تدور حوله؛ ولكل منهم روايته ضمن الرواية وهو ما يتلائم والواقع الذي ترصده الرواية حيث يعتبر الحوار من الممنوعات. هذا وقد قسم الفزاري لفصول قصيرة مفتتحاً كل فصل بمقولة أو حكمة لأحد الفلاسفة والحكماء والمفكرين من الشرق والغرب أكثر عبرة فيها قول الكاتب “محمد إقبال”: “فإلى متى صمتي وحولي
أمة”.. يلهو بها السلطان والدرويش. هذا بسبحته وذلك بسيفه، وكلاهما مما تكد يعيش