الملل أحد المقاتل التي تصيب الكثيرين؛ لأنهم يظنون أن الوصول إلى المجد والرفعة رحلة سهلة المنال، ونسوا أن الذي يبغي المعالي لا بد أن يضحي بالغالي والنفيس من أجل الوصول إليها
علي قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتى علي قدر الكرم المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
يقول حافظ إبراهيم
لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم فلربَّ مغلوبٍ هوى ثمَّ ارتقى
مَدَّتْ له الآمال من أفلاكها خيطَ الرجاء إلى العلا فتسلَّقا
فتجشَّموا للمجد كلَّ عظيمة إني رأيت المجد صعب المرتقى
من رام وصل الشمس حاكَ خيوطها سبباً إلى آماله وتعلقا
إن شباب الثورة أكثر مضاء وعزيمة وإباء من كثيرين لم يقدموا شيئا لأنهم يريدون نصرا سريعا بلا ثمن
هؤلاء الشباب الذين يقدمون على الموت بصدورهم العارية ولسان حالهم يقول:
شباب ذللوا سبل المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا شهدوا الوغى كانوا حماة يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي ولم يسلم إلى الخصم العرينا
وما عرفوا الأغاني مائعات ولكن العلا صيغة لحونا
ولم يتشدقوا بقشور علم ولم يتقلبوا في الملحدينا