تحميل وقراءة رواية زمان الوصل pdf مجاناً

الرئيسية المكتبة زمان الوصل
زمان الوصل
اسم الرواية: زمان الوصل
التصنيف:
المؤلف: محمد جبريل
عدد الصفحات: 73
سنة النشر: -
12 تحميل

وصف الكتاب

بعد آذان العشاء بقليل أخرج أنا ناصر (أسماه أبيه جمال عبد الناصر تيمنًا بثورة يوليو) كل معه بندقيته كشافه، نتوجه إلى فيلا مخلوف باشا المحاطة بالأشجار من جوانبها الأربعة، العصافير نائمة منكمشة، اضرب كشافي فتبدو بطونها مثل قطع دائرية بيضاء صغيرة وسط الأفرع، طك، طك، طك، وتهبط العصافير مدماه، بدون مبالغات كان يصل محصول كل منا إلى 250 أو 300 عصفورة يضعها في كيسه القماشي، بعد ان تثقل الأكياس وتقل العصافير على الأشجار نبدأ في دلع المحترفين، نبحث على هدى من ضوء الكشافات عن بطون بيضاء صغيرة وبعيدة وغير واضحة ونتراهن عليها، طك، وتهبط العصفوورة مثل طوبة صغيرة ملقاة من أعلى، أمي كانت تقريبًا تلطم بسبب ولائم العصافير هذه، يتوجب عليها قضاء أربعة أو خمسة ساعات (أحيانًا تسهر صباحي) لنزع ريش العصافير وتنظيف بطونها- وهي تبرطم وتتألم من جراء الوقفة أو القعدة الطويلة على كرسي الحمام الخشبي الصغير، يصبرها أبي بتذكيرها بالطعم النهائي للطيور الطاهرة الصغيرة المغموسة ف البصل المفري والسمن والفلفل الأسود ويؤكد على أن الصيد بغير هدف الأكل حرام، يومين بعدها تظل أمي تقول: ضهري.. ضهري. منذ عدة سنوات عاد ناصر من السعودية، أتى لزيارتي، وجدته يرتدي جلباباً أبيض ويربي لحية مهولة لدرجة أنني تعرفت عليه بصعوبة، حكى لي عن أنه استقر نهائيًا في مصر وأشتري شقة في المهندسين وسيارة حديثة، تجاوره في المسكن مغنية شعبية شهيرة، عندما عرج حديثنا إلى الذكريات والفتيات اللائي كنا نحبهن في نادي فاروق- وإلأى الأسماء المشفرة التي كنا نطلقها عليهن لكي لا يفهم أحد غيرنا من الصحاب- وجدته يقول: استغفر الله العظيم، ورغم ذلك فقد لمحت إشراق ملامحه مع الذكرى، استشارني ناصر بصفتي صاحب عمره عن ما هي أهم وأنجح المشروعات التي يمكن أن يستثمر فيها أمواله الكثيرة التي عاد بها، قلت متفكهاً: تاجر مع الله.. وزعها على الغلابة، ولم يعلق، حتى- لم يسألني ناصر عن حالتي المادية أنا الذي أجلس معه أضايفه وليس في جيبي مليم أحمر- بعد أن كنا نقتسم اللقمة والقروش القليلة، ذلك كان بعيدًا جدًا، بعد أن أخذ عدته كتب لي عنوانه ورقم تليفونه في ورقة، تعانقنا ورحل بعد أن اتفقنا على التواصل، بمجرد غلقي لباب الشقة خلفه وجدت نفسي أكرمش الورقة وألأقى بها في صفيحة الزبالة وقد تناهى إلأى سمعي محرك سيارته الفاخرة.

كتب أخرى ل: محمد جبريل