قال الغزالي في مقدمة الكتاب :
سلطنته، والكريم في عزته، لا شبيه له في ذاته الحمد لله الأول في ربوبيته، والقديم في أزليته، والحكيم في كل شيء مصنوع بقدرته، المتكلم بكلامه الأزلي ليس بخارج من وصنعته، ولا نظير له في مملكته، صانع وأستعين به على دفع نقمته، هو الله ربي وحده لا شريك له الواحد في ربوبيته، صفته، أحمده على نعمته، .وعترته يختصر، من يشاء برحمته، ختم الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الذي والظاهرة وسألني جماعة من ملوك أما بعد: فلما رأيت أهل الزمان همهم قاصرة على نيل المقاصد الباطنة واقتناص المماليك وما يعينهم على ذلك استخرت الأرض أن أضع لهم كتاباً معدوم المثل لنيل مقاصدهم
سر العالمين وكشف ما في الدارين” وبوبته أبواباً. ومقالات ” الله فوضعت لهم كتاباً. وسميته بكتاب مراتب صواباً. وجعلته دالا على طلب المملكة وحائاً عليها وواضعاً لتحصيلها وأحزاباً. وذكرت فيه المالك جامعاً لمعانيها. وذكرت كيفية ترتيبها وتدريبها فهو يصلح للعالم الزاهد وشريك شرك أساساً بالمدرسة النظامية سراً من بتطييب قلوب الجند وجذم إليه بالمواعظ. فأول من استحسنه وقرأه على المغرب يقال له محمد بن تومرت من أهل الناس. في النوبة الثانية بعد رجوعي من السفر رجل من أرض بذله لان تحته أسراراً تفتقر إلى كشف إذ طباع العالم سلمية وتوسمت منه الملك وهو كتاب عزيز لا يجوز وإشارات كثيرة دالة على غوامض أسرار لا يعرفها إلا فحول الحكماء.