تنهض المجموعة على اقتناص اللحظات الانسانية بكل ما فيها من وجع وحبور، في لغة قصصية/ شعرية، تمثل حقلاً لاستعارات شتى، أو فيوضاً من الصور والتأملات التي تمكث في المتخيل النصي، إذ يلتقط الصورة التي توسع أفق الرؤية بحساسية فائقة، ودفقات حدثية تحرّك البناء القصصي بشخوص لا أسماء لها، وفضاء زمكاني لا يشكل معطى واقعياً، ومجرد وعاء خارجي يستوعب زمنية الحدث، بقدر ما يكون حقل استعارات، لها طاقات دلالية تعمل على اتساع القدرة التأويلية، فضلا عن الادهاش والانبهار الذي تحدثه في القارئ، ومفارقات شتى تعمل على تأثيث الرؤى المتناقضة، وتناصات متنوعة تزيد القصة ثراء، يوظفها ويؤسس عبرها وعياً ذاتياً، ليس لإغناء النص فحسب، وإنما لإغناء الفعل القرائي في الآن ذاته، وقد شكلّت هذه الموجهات البنائية في مجملها، اقتراحات لمنح هذا النوع من القص شعرية متفردة، انماز بها القاص هيثم بردى عن غيره من كتاب القصة القصيرة جداً. ولأن ما أكتبه الآن يدخل في دائرة التقديم وليس القراءة، لا أريد مصادرة متعة القارئ، وكشوفاته القرائية، لذا سأضع انطباعاً قد يفيد الباحث أو الدراس في قابل الأيام لكل من يتناول هذه المجموعة.