سيرة القبطية: رحلة الخروج للنهار
الكنيسة ترتفع عن الأرض بضع درجات، فيصعد بعض الرجال أولًا ليحملوا الأطفال إلى الداخل، ثم يعينون النساء على الصعود.
المطر ينحدر من فوق الجبل، يحمل معه الرمال والحجارة الصغيرة. الأطفال يسعلون ويرتجفون. أهرع إلى قلب الكنيسة فأبحث عن أغطية. يبحث آخرون عن طعام.
الماء يبلل الأرضية ويجعل الجلوس عليها مُستحيلًا. الظلام سيكون حالكًا. أهز المصابيح فلا أجد فيها زيتًا. متى كانت آخر مرة صلينا فيها هنا؟
صرخت طفلة، فالتففنا جميعًا إليها، ثم جذب أنظارنا عقرب تجرفه الماء. بل أن الماء يعُج بالحشرات والعناكب والهوام من كل نوع”.
ترفع القبطية عينيها إلى السماء وتسأل الله: أين الطريق؟
ينهار العالم المألوف من حولها. الفيضان من ناحية، والسيول من ناحية، وجنود الرومان يضرمون النار في قريتها من ناحية.
ترفع عينيها إلى السماء وتسأل عن مصير من يتعلقون بعنقها. ليست قديسة، وليست أميرة. ليست إلا ابنة كبير القرية التي وجدت نفسها في العراء، تنتقل على ظهور البغال والمراكب والسفن، تقطع الأنهار وتعبر الجبال إلى حيث الجليد والموت، يتبعها آلاف الغرباء، لا يرون فيها إلا شمسًا سطعت من الشرق لتُخرجهم إلى النهار.