يأتي هذا الكتاب من ضمن سلسلة علماء ومفكرون معاصرون، هذه المرة في رحاب العالم والأديب المجمعي “شكري فيصل” يكتبها د. “محمد مطيع الحافظ”. تأتي أهمية إلقاء الضوء على شخصية الدكتور “شكري فيصل” من منطلق أنها شخصية علمية وفكرية ووطنية إستثنائية في عصرها، فقد ولد الدكتور فيصل في سنة 1918 عندما وضعت الحرب العالمية أوزارها وانسحب الأتراك من بلاد الشام، حيث كانت دمشق تعج بالعلماء الأفاضل الذين تتلمذ الدكتور فيصل على أيديهم في البداية وصولاً إلى التعليم الجامعي وحصوله على درجة الدكتوراه بدرجة جيد جداً في موضوع الفتح العربي في القرن الأول: دراسة تمهيدية لنشأة المجتمعات الإسلامية.
يستعرض هذا الكتاب مساهمات ومؤلفات الدكتور شكري فيصل في عدة بلدان عربية حيث كانت الجامعات في لبنان والأردن والسعودية وسورية تتلقفه للعمل بها، فهو معلم ومربي، وناشر للثقافة والمعرفة والفكر الذي يؤمن به. قال عنه الدكتور عدنان الخطيب:”كان شكري فيصل أديباً موهوباً، وناقداً قوي العارضة بالغ الحجة …”. أما إذا أردنا التعرّف على فكره أكثر فإنه يتجلى فيما أسماه صحوة إسلامية فاعلة فهو يرى أن “الحركة الإسلامية لا تتطلع إلى سلطة أو تحكم، ولا تسابق أصحاب السلطة والحكم، علينا أن نستخدم ما يسمونه الديمقراطية بأصح معانيها، الآن الصحوة تريد أن يتاح للشعوب في حكومات الإسلامي أن تحقق وجودها”.