في هذا الكتاب قراءة مختلفة لأركان الإسلام ومعانيها، يحدو القراءة معنى عظيم، قديمٌ جديد، هو معنى الشّوق. وفي رحاب الشوق تختلف المعاني، فالصّلاة تكون الباب الذي يقرّ من خلاله المؤمن بشوقه من خلال الدّعاء إلى الله تعالى، فيناجيه طيلة حياته دون أن يعرف ما هو له صالح ولا ما هو له مضرّ. والزّكاة والصدقة تتجاوزان الحسابات الضّيقة لتقرا بأنّ المؤمن لله وأنّه إليه راجع، وأنّ الملك كلّه له. فيتمرّن على الطّمأنينة في التمتّع بما يوهب له، وعلى القبول برحيل كل ما يحبّ وكل من نحبّ. والصّوم هو تذكير بالقانون الأصلي الّذي به يصبح الإنسان إنساناً. وافتقارٌ وانفعال يفتح للقلب باب الاستماع إلى صوت الحقّ فيه. والحج؛ هو سفر يجسّم المخاطرة، مخاطرةَ الواثق في الحبيب يعرف بمعرفة القلب لا العقل، أنه لا يتخلّى عنه. وهو سفر يسم رحلة الضّياع شوقاً إلى ما لا يكون حاضراً إلا بغيابه.