إن الدارسين لسير علماء هذه الأمة، ليقف وقفة الإكبار والإجلال لهؤلاء الأئمة الذين قدموا لأمتنا أعمالًا خالدة وسيرًا عظيمة تنير الطريق لمن بعدهم. ومن هؤلاء الإمام الجزري الذي كان شيخًا للقراء في عصره والذي نذر نفسه ورحل في سبيل العلم والتعليم والتأليف، فأغنى المكتبة الإسلامية بتآليفه وكان مدرسة للأجيال اللاحقة، إلا أنه لم يوف حقه من الدراسة والتعريف بحياته وأعماله مع هذه الشهرة والأعمال العظيمة، فكان هذا الكتاب ترجمة وتعريفًا به وبنسبه وحياته عامة، وترجمة لشيوخ ابن الجزري وما تلقاه عنهم من كتب وعلوم وتعريفًا بكتبه سواء المطبوع منها والمخطوط وتعدادًا لوظائفه التي تولاها وتعريفًا بأشهر تلاميذه وختمت الدراسة بتراجم أولاده