لم يمضِ على وصولنا يومان حتى كانت المكيدة في انتظاره، وبدموعٍ من فضةٍ ونحيبٍ كنتُ أنا مع الواقفين، وكان معي كلُّ أصدقائه في صفحة الفيس، وأكثر من صعد نحيبه الأرامل اللائي كان أزواجهن شهداء حرب، أو ضحايا القتل الطائفي، أو المذبوحين بسكاكين داعش، وكن صديقاته على الفيس بوك، يطلبن منه نصائح أن تنشط فيهن أنوثة الشوق دون أن يجنحن إلى الخيانة، فكان يكتب لكلِّ واحدة شيئاً من نصائح الامتلاك، ويخبرهن بأن الغرام مع الأطياف المتخيلة قد يعوض في اللذة ما تستطيع أن تصنعه المجامعة.بعضهن صدقن، وبعضهن كتبن: هذا هذيان وجنون ومراهقة أيّها الصوفي.
لكنه في النهاية شعر بالفرح لأن جبته ومقصلته تعيش وتتعاشق مع كل العصور ، وحتى يبين رضاه ، رمقني بنظرة حب وإشفاق وأبوة ، ثم أغمض عينيه كما أغمضها أول مرة يوم دنت منيته وهو على المقصلة.