ان ‘ كِبَر الهمة ‘ معنى خليق بالإحياء والتجديد ، حري بأن تتضافر الأقلام في الحث عليه ، جدير بأن تتوارد الألسنة على الإغراء به والسعي إليه ؛ إذ إنّ ‘ علوَّ الهمة ‘ هو الدواء الأمثل لما حل بنا أفراداً وجماعات ، شعوبات وحكومات ، من واقع أليم ، وبلاء عظيم ، وخطب جسيم ، إلا من رحِمَ ربي . وإذا كان آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها ، فإن أعظم ما أصلح سلفنا الأبرار جمعهم القَّوتين اللتين هما كالجناح للطائر ؛ أعني القوة العلمية ‘ البصيرة ‘ ، والقوة العملية ‘ الإرادة أو الهمة ‘ التي هي نشدان الكمال الممكن في العلم والعمل ؛ واستصغار ما دون النهاية من معالي الأمور . وفي العلم والهمة مخرج لأمتنا من تَيَه الضعف والوهن ، ونجاة من صحراء العجز والكسل ، وفيهما إنقاذ لشبابنا ، عُدَّة الحاضر وأمل المستقبل من وَهدة الفتور ، ووحل الضياع الذي يُراد لهم أن يغرقوا فيه ، كي يسهل افتراسهم دون مقاومة تُذكر ، فُربَّ نائمٍ أيقظته الهمة العالية من رقدته ، ورُبَّ فاجر رًزق بها الولاية ، وبلغ منازل الأبرار